السلطة تمعن في القمع

Publié le par kurt cobain

 بسم الله الرحمن الرحيم
السلطة تمعن في القمع

على إثر ما شهدته البلاد من تحرّكات سياسيّة وجمعياتيّة بعد إضراب 18 أكتوبر 2005 واللقاء الذي جمع المعارضة لتأسيس هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريّات و ما تخلّل ذلك من اتصّالات وتقارب بين مختلف الأطراف الوطنيّة الجادّة لتنسيق العمل من أجل تحقيق مطالب حريّة التعبير و التنظّم و إخلاء السّجون من المساجين السياسيّين .

و على إثر التجمّعات ومحاولات التظاهر التي تعرّضت لقمع وعنف شديد قامت اجهزة القمع يوم الإربعاء 29 مارس 2006 باستدعاء الأخ على العريّض القيادي والناطق السّابق باسم حركة النهضة ومساءلته وتحذيره كتابيّا من أيّ اتّصالات أو تصريحات حول الأوضاع العامّة والخاصّة وتهديده بإعادته للسجن لقضاء بقيّة المدّة المحكوم بها عليه، وكان قد أطلق سراحه منذ أقلّ من سنة ونصف في إطار سراح شرطي بعد أن قضى أكثر من 14 سنة منها 13 سنة في عزلة إنفراديّة كاملة ضريبة إصراره على حقه وحق حركته في المشاركة في خدمة البلاد. ونفس الإجراء تعرض له الأستاذ الفاضل البلدي.

كما تعرّض السجين السياسي النهضوي السابق عضو هيأة 18 أكتوبر الاستاذ سمير ديلو للتهديد من أجهزة أمن الدّولة لإكراهه على الإستقالة من هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريّات. و تعرّض الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهوريّة لعمل دنيء استهدف تخريب سيّارته في رسالة تهديد واضحة.

 و في نفس الوقت تعرّضت سيّارة المناضل الاستاذ الأسعد الجوهري العضو المؤسّس لمنظّمة "ضحايا التّعذيب ضدّ الإفلات من العقاب" لتخريب كاد يودي بحياته لولا لطف الله ، وذلك غداة الإعلان عن الجمعيّة  المذكورة.

ولا يزال الاستاذ المناضل محمد عبو يتعرض في محبسه لمختلف أنواع التنكيل بلغت حدّ التنكيل بلغت حدّ تسليط عتاولة المجرمين عليه ما اضطره للإضراب عن الطعام.

وبموازاة تصاعد هذه السياسة القمعية  ضد مناضلي الحرية وحقوق الانسان واصل الاعلام الأصفر  حملته التخوينية ضد القوى الوطنية المعارضة التي أطلقت مبادرة 18نوفمبر، وكان التهجم السافل على الاستاذ نجيب الشابي والأستاذ حمة الهمامي وكل رموز المعارضة والطعن في وطنيتهم ونضالهم  آية بيّنة على مدى عمق الانحدار والتأزم الذي آل إليه وضع السلطة على كل الصعد بما يعيد للذاكرة

الجو العام الذي كان سائدا في نهاية سبعينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي من انفلات السلوك الامني عن أي رقابة للقانون ودون أي رادع اخلاقي وهو ما قد يؤدي الى مزيد من الكوارث. وإنّ حركة النهضة أمام هذه التطوّرات الخطيرة

1.  تدين بشدّة ما تعرّض له الأخ على العريّض من ملاحقات أمنيّة وتهديد بالإعادة الى السجن كما تدين بنفس الشدّة ما تعرّض له الأساتذة والنشطاء السياسيون السادة سمير ديلو وعبد الرؤوف العيّادي والأسعد الجوهري ومحمد عبو ونجيب الشابي وحمة الهمامي.

 2.     تعتبر هذه الممارسة إمعانا في الإنغلاق و الإستفزاز للمجتمع و قواه الوطنيّة جميعا وهو ما يؤكّد مرّة أخرى أنّ السلطة و أجهزتها تعمل على تعميق أزمة البلاد و التهرّب من استحقاقات الإصلاح .

3.     تحمّل السلطة و خاصّة الأجهزة الأمنيّة و مديريها المسؤوليّة الكاملة عن أيّ مكروه –لا قدّر الله- فد يلحق بأيّ من مناضلي المعارضة و الجمعيّات القانونيّة .

4.     تدعو كلّ القوى السياسية والجمعياتية إلى مزيد من التنسيق و العمل من أجل تحقيق المطالب المشروعة التي تضمّنها بيان هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريّات.


حركة النهضة بتونس
الشيخ راشد الغنّوشي

02 ربيع الاول‏، 1427  الموافق‏ 31‏ مارس‏، 2006

Publié dans tunisie

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article